2025 العام الذي وصلنا فيه إلى سوريا

يا له من عام! منذ تأسيس جسور في عام 2011، ونحن نعمل مع السوريين ومن أجل السوريين، ولكن لم نعمل أبدًا داخل سوريا. هذا العام تغير كل شيء. تمكنا أخيرًا من نقل برامجنا إلى سوريا. كان هذا أيضًا عامًا طورنا فيه منهجياتنا التعليمية، وأطلقنا برنامج منح دراسية جديد بالشراكة مع مؤسسة جونا. ندعوكم في هذه الرحلة للتأمل على عامنا في جسور.

جسور إلى سوريا

في أوائل عام 2025، أعلنا عن مبادرتنا جسور إلى سوريا كخطوة أولى في جهود جسور لإرساء وجود ناجح داخل سوريا من خلال التسجيل كمنظمة غير حكومية في البلاد. ما بدأ كتعلم ومراقبة مكثفة على الأرض سرعان ما تطور وتحول إلى خطط ومشاريع قابلة للتنفيذ أثرت بالفعل في أكثر من 1000 طالب ومعلم سوري هذا العام.

خلال الصيف في سوريا، أجرينا سلسلة من تدريبات المعلمين المكثفة لمدة ثلاثة أيام في زبداني ومعضمية الشام وحران العواميد، مستهدفين 90 معلمًا للمرحلة الابتدائية. قام هؤلاء المعلمون بعدها بتنفيذ برنامج المدرسة الصيفية الخاص بنا مع أكثر من 900 طفل مما وفر تجربة عملية لتطبيق المهارات التي اكتسبوها حديثًا المعلمين.

انتهى الصيف بشراكة مع سواعد سوريا، حيث أطلقنا دورات تحضيرية لطلاب المرحلة الثانوية الذين يبدأون سنتهم النهائية. دعم برنامجنا 36 طالب وطالبة في معضمية الشام في سبع مواد أساسية، ووفر لهم دورات مجانية للتحضير لامتحانات البكالوريا بعد سنوات من الانقطاع الدراسي.

لكننا لم نعمل فقط مع المدارس. خلال أسبوع ريادة الأعمال العالمي الأول في سوريا، كنا شركاء استراتيجيين، حيث شاركنا في جلسات نقاش ومائدة مستديرة وتواصلنا مع الشركات الناشئة السورية لفهم الاحتياجات على الأرض بشكل أفضل وكيف يمكن لجسور المساهمة في النظام البيئي للشركات الناشئة في البلاد. خلال الحدث، أعلنا عن إطلاق أول برنامج لريادة الأعمال داخل سوريا، "Launchpad"، وهو برنامج إقامة تمهيدي ما قبل التسريع بالتعاون مع ستارت أب سوريا، مصمم للشركات الناشئة السورية في مراحلها المبكرة التي أطلقت بالفعل منتجًا أدنى قابل للتطبيق (MVP) أو بدأت تحقق جذبًا أوليًا في السوق، ومن المقرر أن يبدأ في أوائل عام 2026.

يختتم عامنا في سوريا بملتقى جسور العلم، بالتعاون مع المجلس العلمي السوري، والذي يضم سلسلة من المحاضرات وورش العمل التفاعلية في جامعتين يقدمها مجموعة مختارة من الأكاديميين السوريين، في فضاء مصمم لتعزيز التواصل الأكاديمي وردم الفجوة المعرفية بين من هم داخل سوريا وخارجها.

الجوائز والتكريمات

هذا العام، تشرفنا بفوزنا بجائزة "الدفاع عن التنمية والمساواة والشمول" في حفل توزيع جوائز PIEoneer Awards 2025. هذه الجائزة تُكرم المنظمات التي تقود تغييرًا ذا معنى في التعليم من خلال ضمان ألا تكون الفرصة محدودة بالخلفية أو الظروف.

تم اختيار مبادرتنا للتعلم عبر الإنترنت، عزيمة الممولة من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، كواحدة من بين 100 مبادرة تعليمية مبتكرة عالميًا من قبل HundrED من بين 789 متقدمًا لمجموعة 2026. HundrED هي مهمة عالمية تسعى للربط والدعم والاحتفاء بالمربين المبتكرين ذوي التأثير حول العالم.

أخيرًا وليس آخرًا، تم اختيار عضو مجلس إدارتنا، صفوح تكروري، ضمن قائمة "40 تحت 40" لمؤسسة عرب أمريكا لعام 2025. جميع الفائزين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، ويتفوقون في مجالات عملهم، وينخرطون بنشاط في الترويج لتراثهم وثقافتهم لتمكين مجتمعاتهم وإحداث فرق إيجابي.

احتفال بمجتمعنا

مجتمعنا هو عماد عملنا، لذلك نحتفل بإنجازاتهم كما نحتفل بإنجازاتنا. انضم جميع طلابنا البالغ عددهم 31 الحاصلين على منحة المرحلة الثانوية والذين تخرجوا في لبنان عام 2025 إلى الجامعات السورية. نتطلع إلى رؤية هؤلاء الطلاب وهم يتحولون إلى الجيل القادم من رواد الأعمال والمهندسين والأطباء والكتاب والمفكرين وصانعي التغيير في سوريا، لدفع البلاد إلى الأمام!

لا يمكننا أن نكون أكثر فخرًا بكل طلابنا الذين تخرجوا هذا العام. شهدنا تخرج جودي مورهلي من جامعة كامبريدج بدرجة ماجستير في فلسفة علوم صحة السكان. انضمت جودي إلى قسم الصحة العامة والرعاية الأولية في كامبريدج في أغسطس الماضي وتعمل كمساعد بحثي مع مجموعة أبحاث الرعاية التلطيفية ورعاية نهاية الحياة. طالبنا في جامعة إكستر يوسف يوسف، يتابع الآن دراسة الدكتوراه في مجال الإسكان المستدام المطبوع ثلاثي الأبعاد بعد تخرجه. احتفلنا أيضًا بتخرج جميع طلاب مدارس العالم المتحد هذا العام وحصولهم على منح لمتابعة درجات البكالوريوس في جامعات مرموقة حول العالم.

خريجونا يواصلون إحراز تقدم أينما ذهبوا. حصل إبراهيم القصير، خريج منحة جسور ومدارس العالم المتحد 2022، على منحة رودس لمتابعة درجة الماجستير في جامعة أكسفورد. د. سارة خليل دافعت بنجاح عن أطروحة الدكتوراه في الهندسة المدنية في جامعة ميموريال في نيوفاوندلاند بكندا. سارة خليل، الحاصلة على منحة "100 امرأة سورية، 10 آلاف حياة سورية" من جسور، درست الماجستير واستمرت بمنحة دكتوراه من جامعتها.

احتفلنا أيضًا بتخرج الدفعة الأولى من برنامج دبلوم التعليم في حالات الطوارئ للمعلمين، بالتعاون مع الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم (MUBS) وبدعم سخي من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. ضمت الدفعة اثني عشر معلمًا من معاهدنا التعليمية للاجئين في لبنان. نتطلع للاحتفال بتخرج الدفعة القادمة في عام 2026.

في عام 2025، تلاقينا مع مجتمعنا في عدة لحظات حول العالم. في سان فرانسيسكو، تلاقينا مجتمعنا لحضور حفل "الأمل من خلال التعليم". في الإمارات، رحّبنا بأعضاء من مجتمع الشتات السوري الملهم والناجح في دبي لسحور جسور في الإمارات.

اختتمت فعاليات هذا العام في نوفمبر بحفلنا في مدينة نيويورك. تحت شعار "متجذرون في الأمل"، تضمن الحفل تجربة عشاء غامرة أمام خلفية إسقاط 360 درجة لأبرز المعالم السورية، ومزاد فني لفنانين سوريين موهوبين، وليلة مخصصة لجمع التبرعات لبرامجنا والتواصل مع مجتمعنا في نيويورك.

التعلم المبتكر

التعليم هو جوهر عملنا، ونحن ملتزمون بإيجاد طرق مبتكرة لتقديم تعليم ذو مستوى عالمي لطلابنا. هذا العام، قمنا بتنفيذ مبادرة الذكاء الاصطناعي في التعليم بعد اختيارنا لتحدي "MIT Solve" للتعلم العالمي في 2024. بالتعاون مع Lirvana Labs، جلبنا تطبيقًا للتعلم المخصص مدعومًا بالذكاء الاصطناعي لطلابنا في مراكز جسور لتعليم الاجئين.

في نسخته الثالثة، أقيم مشروع مهارات المستقبل في البقاع بلبنان، بمشاركة 75 طالبًا لاجئًا سوريًا تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا. بدعم سخي من صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين، يزود المشروع الشباب اللاجئين السوريين بمهارات القرن الحادي والعشرين اللازمة لسوق العمل المحلي والعالمي.

هذا الخريف، أطلقنا برنامج منح مخصص للشهادات المهنية والتطوير الاحترافي. تفتح شراكة جسور-مؤسسة جونا مسارًا للشباب السوريين والفلسطينيين واللبنانيين النازحين لمتابعة شهادات التطوير المهني الحضورية، والشهادات المهنية، و/أو درجات البكالوريوس المدعومة جزئيًا.

لمعالجة محو الأمية العربية من خلال اللعب، تعاونا مع الحق في اللعب لبنان لتنفيذ مشروع العقول المتعلمة على مدار العام. عزز المشروع قدرات طلابنا في القراءة العربية والتعلم الاجتماعي العاطفي. كما قام بتحويل بيئاتنا التعليمية من خلال تحويل فصول دراسية في الجراحية وجب جنين إلى مكتبات نابضة بالحياة، وتركيب معدات جديدة للملعب، وتوسيع المساحات الآمنة بخيمة مغطاة ومرافق مُحدّثة. علاوة على ذلك، شاركنا بنجاح ما يقارب 100 من الوالدين ومقدمي الرعاية من خلال جلسات مخصصة وتدريبات قائمة على الاحتياجات. وفرت هذه الجلسات مساحات آمنة واستراتيجيات عملية لتعزيز العلاقات الأسريّة، مع تقارير العديد من المشاركين عن تحسن في التواصل والديناميكيات في المنزل.

لقد كان عامًا مذهلاً. لا نعرف كيف نشكركم على دعمكم لنا، خاصة في طريقنا إلى سوريا. لا يمكننا الانتظار لبدء عام 2026 مليئًا بالطاقة والأمل والعمل من أجل المزيد من التدخلات داخل سوريا الحبيبة وخارجها.