على مدى 12 عامًا، التزمت جسور بتقديم تعليم ذي جودة للطلاب السوريين اللاجئين، وخاصة في لبنان. واليوم، نفخر باتخاذ خطوتنا الأولى داخل سوريا من خلال برنامج تحويلي لتدريب المعلمين - وهو أساس حاسم لإعادة بناء النظام التعليمي في البلاد.
الاستثمار في المعلمين يعني الاستثمار في الطلاب
في جسور، نؤمن أنه لخدمة الطلاب بشكل فعال، يجب علينا أولاً تمكين معلميهم. لقد أظهرت تجربتنا في تعليم اللاجئين أن المعلمين المدربين جيدًا يخلقون تغييرًا دائمًا. في لبنان، قمنا بنجاح بتدريب المعلمين وحتى تأهيلهم من خلال شراكات جامعية. والآن، نحن ننقل هذه الخبرة إلى سوريا.
هذا الصيف، أطلقنا سلسلة من الدورات التدريبية المكثفة للمعلمين لمدة ثلاثة أيام في الزبداني ومعضمية الشام وحران العواميد، مستهدفة 90 معلمًا للمرحلة الابتدائية في هذه المناطق. لماذا المرحلة الابتدائية؟ لأنها المرحلة التي تُبنى فيها أساسيات تعليم الطفل - حيث يتعلم التفكير النقدي، وتنمية الفضول، والتعامل مع التكنولوجيا.
سد الفجوة بعد سنوات من الأزمة
تحمل المعلمون السوريون عبء أكثر من عقد من الحرب والعقوبات والعزلة، مما ترك الكثير منهم دون إمكانية الوصول إلى الأساليب التعليمية الحديثة. صممنا برنامجنا التدريبي لمساعدتهم على اللحاق بممارسات التعليم في القرن الحادي والعشرين، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتعزيز التعلم القائم على الطالب في البيئات الصعبة.
"تعلمنا كيفية التخطيط للدروس المتمركزة حول الطالب، وإشراك الطلاب في رحلة تعلمهم من خلال الأنشطة الجماعية."
عبير الشلبي، معلمة في المدرسة المختلطة الأولى في معضمية الشام
قامت الجلسات، التي قادتها سهى طنطجي، رئيسة قسم تعليم اللاجئين في جسور، إلى جانب أحمد سلامة وجهاد قيسانية - من أفضل المعلمين السوريين في مراكزنا في لبنان - بتغطية مواضيع أساسية تشمل: إدارة الصف، التخطيط والتقييم السنوي والأسبوعي، التعلم القائم على الطالب والتفكير النقدي، دعم الصحة النفسية للمعلمين في سياقات الأزمات.
هدفنا ليس فقط تدريب المعلمين، ولكن خلق تأثير مضاعف، حيث يمكن لهؤلاء المعلمين تدريب آخرين في المستقبل، ونشر المعرفة والتغيير المستدام.
من التدريب إلى التطبيق: برنامج صيفي للطلاب
بعد انتهاء تدريبات المعلمين، سنطلق برنامجًا صيفيًا لمدة ستة أسابيع في نفس المواقع، مستهدفين 900 طالب. يشمل المنهج مواد اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات، بالإضافة إلى مواضيع الصحة النفسية والتعلم الاجتماعي العاطفي التي حددناها كأولويات من خلال بحثنا هذا العام.
وأفضل ما في الأمر؟ أن المعلمين الذين تدربوا حديثًا سيقودون هذا البرنامج تحت إشرافنا، مما يمنحهم خبرة عملية لتطبيق مهاراتهم الجديدة.
"من أهم الأشياء التي تعلمناها هي الاستراتيجية وتحديد الأهداف - كيفية وضع الخطط الأسبوعية والشهرية والسنوية لتحقيق هذه الأهداف. كما تعلمنا كيفية التركيز على الأهداف دون إرهاق الطلاب، مما يجعل التعلم أكثر فعالية."
نور تقتق، معلمة في المدرسة المختلطة الأولى في معضمية الشام
بناء مستقبل أكثر إشراقًا، خطوة بخطوة
مهمتنا واضحة: دعم الطلاب السوريين من خلال تعزيز قدرات معلميهم. يمثل هذا التدريب مجرد بداية لعملنا داخل سوريا، لكنه خطوة حاسمة نحو التعافي التعليمي طويل الأمد.
في جسور، نؤمن بقوة التعليم في تحويل الحياة - حتى في أكثر الظروف صعوبة. معًا، جنبًا إلى جنب مع المعلمين المتفانين والمجتمعات المحلية، نضع الأساس لمستقبل أكثر إشراقًا في سوريا.
