تعاونت جسور مع منظمة الحق في اللعب لتعزيز التعليم والتربية لأصغر متعلمينا. فقد استفاد أكثر من 400 طالب وطالبة من الصفين الأول والثاني في جميع مراكزنا من أنشطة محو الأمية القائمة على اللعب وأنشطة التعلّم الاجتماعي العاطفي.
بعد تلقّي التدريب الذي وفّر موارد جديدة حول التعلّم القائم على اللعب والتعلّم الاجتماعي العاطفي في بداية المشروع، شارك المعلّمون في أربع جلسات لمجتمعات الممارسة لتبادل المعرفة وتعزيز أساليبهم. وبالمثل، حضر أولياء أمور طلابنا – الآباء والأمهات – ورش عمل أقامها مستشارونا النفسيون الاجتماعيون والمكرّسة لتعزيز مهاراتهم الوالدية.
نجح مشروع العقول المتعلمة في تعزيز مهارات القراءة باللغة العربية والتعلّم الاجتماعي العاطفي لدى طلابنا من فبراير/شباط إلى سبتمبر/أيلول. كما حوّل بيئاتنا التعلّمية من خلال إعادة تأهيل الفصول الدراسية في الجراحية وجب جنين إلى مكتبات نابضة بالحياة، وتركيب معدات ملعب جديدة، وتوسيع المساحات الآمنة بخيمة مغطاة ومرافق مُحدَّثة. وهذه الجهود المشتركة تُنمّي مستقبلاً أكثر إشراقاً لأطفالنا من خلال تعزيز التعلّم والدعم المجتمعي.

تمكين الطلاب: قفزة في محو الأمية والتعلم الاجتماعي العاطفي
كان قلب المشروع يتمحور حول فصول محو الأمية القائمة على اللعب وفصول التعلّم الاجتماعي العاطفي. من خلال تجاوز أساليب التعلّم التقليدية، أشعلنا شغفاً حقيقياً للتعليم. والنتائج تتحدث عن نفسها:
كشف التقييم الختامي، باستخدام أداة تقييم القراءة في الصفوف المبكّرة، عن تقدّم ملحوظ: فقد تضاعفت درجات القراءة لطلاب الصف الأول، بينما زادت درجات طلاب الصفين الثاني والثالث أربعة أضعاف. هذه الأرقام تمثل أكثر من مجرد مقاييس؛ إنها تمثل أطفالاً يكتسبون المهارة الأساسية للقراءة، مما يفتح أمامهم عالماً من الفرص المستقبلية.
يقول الطالب حسين ،11 عاماً: "لم أكن أستطيع القراءة في البداية، التحقت بالصف الثاني والآن أنا الأفضل في صفي."

غير الاهتمام بالجانب الأكاديمي، عززنا النمو من الداخل. فقد تعلّم الطلاب إدارة المشاعر وبناء العلاقات واتخاذ القرارات المسؤولة من خلال أنشطة التعلّم الاجتماعي العاطفي المنظمة، مما خلق بيئة تعلم صفية للجميع.
بناء القدرات: المعلّمون وأولياء الأمور كقادة للتغيير
تأتي الاستدامة الحقيقية من تمكين المجتمع بأكمله المحيط بالطفل.
أصبحت "مجتمعات الممارسة" الخاصة بمعلمينا مراكز للإبداع والدعم. تعاون المعلمون لصقل مهاراتهم، ودمجوا بانتظام تقنيات التعلم القائمة على اللعب والتعلم الاجتماعي العاطفي في خطط دروسهم. يضمن هذا النمو المهني استمرار تأثير المشروع، حيث يصبح هؤلاء المعلمون المدربون مرشدين للموظفين الجدد.
يقول المعلم زياد من مركز برج حمود: "في البداية، كان الأمر صعباً بعض الشيء لأن الطلاب كان عليهم أن يتعلموا كيفية التمييز بين اللعب والقراءة. لكن تنوع الأنشطة التي تعلمناها مع 'الحق في اللعب' ونفذناها مع الأطفال، مثل كيفية تقسيم الطلاب إلى مجموعات، والقيام بأنشطة سريعة تحافظ على حيوية الصف طوال الوقت، قد أحدث فرقاً كبيراً."

علاوة على ذلك، شاركنا بنجاح حوالي 100 من الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية من خلال جلسات مخصصة لمجتمعات الممارسة وتدريبات مبنية على الاحتياجات. وفرت هذه الجلسات مساحات آمنة واستراتيجيات عملية لتعزيز العلاقات الأسريّة، وأفاد كثير من المشاركين بتحسن التواصل والديناميكيات داخل المنزل. لدعم رحلتهم، وزّعنا مجموعات دعم الرفاهية الوالدية، كتعبير صغير عن تقديرنا لدورهم الحيوي في تعليم أطفالهم.
تشارك سحر، والدة أحد الطلاب في مركز الجراحية في غرب البقاع: "في مجتمعنا، لسنا على دراية بمفاهيم مثل الدعم النفسي أو الصحة النفسية للأطفال. تعلمنا كيف يعمل دماغ الطفل وكيف نتعامل مع نوبات الغضب، على سبيل المثال، عن طريق عناقهم حتى يهدأوا حتى يتمكن دماغهم من البدء في تنظيم مشاعرهم مرة أخرى."

خلق مساحات مُحسَّنة للتعلُّم
استثمرنا أيضاً وبشكل كبير في بنيتنا التحتية المادية لضمان بيئة تعلّمية آمنة ومحفزة. وشملت أبرز التحسينات:
- مكتبات وفصول جديدة: عزل الفصول الدراسية صوتياً، وإضافة فصل جديد في جب جنين، وبناء مكتبة متعددة الطوابق (ميزانين) في الجراحية.
- ترقية المرافق: إصلاحات شاملة، وإعادة طلاء، وأعمال سباكة أساسية.
- تحسينات الملعب: تركيب أرجوحة جديدة، وألعاب انزلاقية، ومعدات رياضية لتشجيع اللعب النشط في جب جنين.
- أدوات التعلّم الرقمي: شراء 40 تابلت و200 سماعة رأس وطابعة ملونة لكل مركز لإثراء أنشطتنا التفاعلية في القراءة.

نحو المستقبل
إن نجاح هذا المشروع هو شهادة على ما يمكن تحقيقه من خلال التعاون والتفاني والرؤية المشتركة. نعرب عن امتناننا لمنظمة "الحق في اللعب" على دعمهم غير المتردد واحترافيتهم.
بينما انتهى المشروع، فإن إرثه لا يزال في بدايته. إن المهارات التي صقلها معلمونا، والدعم الذي يواصله مقدمي الرعاية، وبيئات التعلّم النابضة بالحياة التي بنيناها، ستستفيد منها الأطفال لسنوات قادمة. لقد بنينا علاقة قوية ومفيدة للطرفين ونتطلع بفارغ الصبر إلى فرصة تجديد هذا الشراكة التحويلية في المستقبل.