بالنسبة لإيمان عبدالجواد البالغة من العمر 22 عاماً، كانت وضعيتها كلاجئة سورية في لبنان تعني فرصاً مهنية محدودة. بعد تخرجها بدرجة البكالوريوس في التصميم الجرافيكي، وجدت صعوبة في العثور على عمل في لبنان بسبب عدم أهليتها للعمل قانونياً، كما عجزت عن إيجاد فرص في الخارج نظراً لانعدام الخبرة. وجدت نفسها عالقة في حلقة مفرغة من التقديم على الوظائف والرفض المتكرر، مما أفقدها الحماس وأثار إحباطها.
التحول الكبير
تغير كل شيء عندما تم اختيار إيمان للمشاركة في "مشروع آية"، المبادرة المبتكرة من جسور ضمن برنامج التطوير المهني التي تربط المواهب اللاجئة بأصحاب العمل العالميين الباحثين عن كفاءات عالية التأهيل ومتعلمة مع الحفاظ على التكلفة المعقولة.
العمل عن بُعد: التفاصيل والتجربة
في عام 2024، بدأت إيمان عملها بدوام جزئي عن بُعد مع "سيركولار ديزاين"، وكالة إبداعية مقرها المملكة المتحدة. لم تكن هذه مجرد وظيفة لإيمان - بل كانت الانطلاقة التي كانت تتوق إليها بشدة. سرعان ما أدرك أصحاب العمل في الوكالة، المديران المشاركان جاكوب وارن وسيريل رومان، إمكانات إيمان.
"أظهرت إيمان نهجاً احترافياً في التواصل والعمل التعاوني"، كما لاحظوا. "وأثبتت معرفتها بأدوات الذكاء الاصطناعي ودمجتها بنجاح في سير عملها، كما كانت عضوة إيجابية في الفريق". خلال فترة عملها مع الشركة، وسعت إيمان مهاراتها لتتجاوز التصميم الجرافيكي، فأتقنت إدارة وسائل التواصل الاجتماعي، وإنشاء المحتوى، وأدوات إدارة المشاريع مثل أسانا وكانفا.
تأثير يتجاوز السيرة الذاتية
غيرت هذه التجربة أكثر من مجرد سيرتها الذاتية - لقد غيرت نظرتها المهنية بأكملها. "قبل هذه الفرصة، شعرت بأنني عالقة تماماً"، تعترف إيمان. "كنت أتقدم بطلب لوظائف باستمرار لكنني كنت أصطدم بجدار تلو الآخر. وجود اسم 'سيركولار ديزاين' في سيرتي الذاتية منحني مصداقية لم أكن لأحصل عليها بأي طريقة أخرى".
ولعل الأهم من ذلك، أن العمل مع فريق دولي حسن من قدراتها على التواصل بين الثقافات وساعدها على التكيف مع العمل عن بُعد. كما منحتها هذه الفرصة الثقة لتحقيق أهداف مهنية أكثر طموحاً، بما في ذلك حلمها بافتتاح وكالة اتصالات خاصة بها يوماً ما.
مشروع آية: تأثير على المستوى الفردي
تسلط قصة إيمان الضوء على حقيقة حاسمة حول المواهب اللاجئة: أن أكبر عائق ليس الكفاءة، بل الفرصة. نموذج "مشروع آية" في ربط اللاجئين المؤهلين بأصحاب العمل الدوليين يخلق لحظات تحويلية مثل التي عاشتها إيمان - لحظات تحول الإمكانات إلى واقع مهني.
بالنسبة لإيمان، كانت هذه التجربة مجرد البداية. وهي الآن، وهي تمتلك مهارات جديدة ومراجع مهنية وثقة اكتسبتها بصعوبة، في وضع يسمح لها ببناء المسار الوظيفي الذي طالما حلمت به ولكن لم يكن في متناولها سابقاً.
إلهام للآخرين
بينما تواصل إيمان رحلتها المهنية، فإن نجاحها يخدم كإلهام وإثبات على صحة النموذج. "هناك الكثير من اللاجئين الموهوبين الذين يحتاجون فقط إلى فرصة واحدة لإظهار ما يمكنهم تقديمه"، كما تقول. بفضل منهج "جسور" المبتكر، حصلت إيمان على تلك الفرصة - وهي الآن تمهد الطريق للآخرين ليحذوا حذوها.
تظهر قصتها كيف يمكن للمبادرات الوظيفية المستهدفة كسر حلقة البطالة المقنعة بين اللاجئين، وتحويل الإمكانات المهدرة إلى قصص نجاح مهنية تعود بالنفع على الأفراد والشركات العالمية على حد سواء.