كرائدة أعمال سورية في تركيا، تحدت صفاء قاسم الصعوبات التي واجهتها، واستطاعت الحصول على درجة البكالوريوس وتأسيس شركتها الناشئة "Education Unlimited" لدعم المغتربين في تركيا لإيجاد برامج جامعية. ومن خلال مشروعي جسور - "تمكين سيدات الأعمال في القيادة" و"ديسرابتورز" - وسعت مشروعها ليشمل "Joblink"، وهي منصة ناجحة تربط بين أصحاب العمل والطلاب الباحثين عن عمل جزئي. ساعدها التوجيه والتدريب الاستراتيجي على التحول من مؤسسة فردية إلى رئيسة تنفيذية، مما يثبت كيف يمكن للدعم الموجه إطلاق الإمكانات الريادية.
عندما فرت صفاء قاسم من حلب إلى تركيا عام 2015 خلال الحرب، كانت تركز على إعادة بناء حياتها. بعد إنهاء المدرسة الثانوية في هاتاي، قضت عامًا تتقدم إلى الجامعات - أكثر من 50 جامعة في الواقع - قبل أن تحصل أخيرًا على درجة علمية عن بُعد بعد عام. لدعم نفسها، عملت في شركة إسطنبولية تساعد المغتربين، حيث لاحظت مشكلة متكررة: عائلات تواجه صعوبات في تسجيل أبنائها في الجامعات.
بعد إدراكها للطلب، اقترحت فكرة إنشاء قسم خدمات تعليمية مخصص لصاحب العمل. بعد الموافقة، بنته من الصفر، وحولته إلى عملية مربحة في غضون عام. وعندما أغلقت الشركة، انطلقت بمفردها، وأطلقت "Education Unlimited" في 2017 - أولاً كخدمة فردية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ثم كشركة مسجلة بفريق كامل بحلول عام 2022.
أثناء مساعدة الطلاب في القبول الجامعي، كانت صفاء تسمع السؤال نفسه مرارًا: "كيف يمكنني العثور على عمل أثناء الدراسة؟" بدأت في ربط الطلاب بوظائف مستقلة وجزئية من خلال شبكتها، واختبرت الفكرة بشكل غير رسمي. كانت ردود الفعل إيجابية، فتعمقت أكثر، ودرست القيود القانونية (مثل حدود ساعات العمل على تأشيرات الطلاب) وأطلقت رسميًا "Joblink" - منصة تربط الطلاب بأصحاب العمل المحتملين.

دور جسور في تبلور الرؤية
تم اختيار صفاء كواحدة من خمس مشاركات من بين مئات المتقدمين للانضمام إلى مشروع جسور"تمكين سيدات الأعمال في القيادة" في عام 2024. وقد صُممت المبادرة لمعالجة الحواجز التي تواجهها المؤسسات العربيات، وقدمت تدريبًا قياديًا وإرشادًا وتمويلًا أوليًا.
"ساعدني البرنامج في هيكلة خطة عملي، وإنشاء موقع ويب احترافي، وتوسيع شبكتي"، تقول. "لكن القيمة الحقيقية كانت في الإرشاد - لقد غير طريقة قيادتي، وتفاوضي على الشراكات، وحتى عرض مشروعي."
بينما ركز هذا المشروع على القيادة، ساعدها حاضنة "الديسرابتورز" المعتمدة من جسور - والتي شاركت فيها أيضًا - في صقل استراتيجية "Joblink". وقد قدم برنامج الشركات الناشئة التقنية إرشادًا وتعلمًا من الأقران وتدريبًا على الاستعداد للمستثمرين.
"دفعني مشروع الديسرابتورز إلى إعادة التفكير في نهجي بالكامل"، تشرح. "كان المرشدون رائعين، لكن المؤسسين الآخرين في المجموعة كانوا بنفس القيمة. المناقشات التي أجريناها أجبرتني على تحسين نموذجي والتفكير بشكل أكبر."
تقارن صفاء جسور ببرامج أخرى واجهتها: "الكثير من الحاضنات تريد فقط إنجاز متطلبات للممولين. لكن جسور تفي بما تعد به - بدون زيف أو إضاعة للوقت. إنهم شفافون، محترفون، ويهتمون حقًا بالتأثير."
أين أصبح "Joblink" الآن؟
اليوم، لم يعد "Joblink" مجرد خدمة للتوفيق بين الوظائف. فقد أدرجت صفاء تدريبًا على المهارات لإعداد الطلاب بشكل أفضل لسوق العمل. وتنسب الفضل لبرامج "جسور" في مساعدتها على الانتقال من مؤسسة فردية إلى رئيسة تنفيذية تبني أعمالًا قابلة للتوسع.
"لقد شاركت في الكثير من مسرعات النمو، لكن هذين البرنامجين كانا مختلفين"، تقول. "لم يقدموا لي فقط قوالب جاهزة ويرسلوني في طريقي - بل تحدوني للنمو بطرق لم أتوقعها."