No items found.
LIVE UPDATES
Story
June 30, 2025
by
By
AND

حسين الفداوي: من معرفة الحاسوب إلى التوظيف

مشروع جسور للمهارات المستقبلية يُحدث تأثيرًا مباشرًا
Hussein Alfadawy Jusoor student

في الثالثة عشرة من عمره فقط، كان حياة حسين قد شهدت بالفعل نصيباً من الصعوبات والصمود. وُلد في أطراف حلب بسوريا، ثم فر مع عائلته إلى لبنان عام 2016، واستقروا كلاجئين في وادي البقاع. رغم أنه التحق بالمدرسة حتى الصف الخامس، إلا أن تعليمه توقف فجأة في عام 2022 عندما أصيب والده بجلطة دماغية. مع عجز عائلته عن سد احتياجاتهم، لم يكن أمام حسين خيار سوى ترك المدرسة والبدء في العمل لإعالة أسرته.

لكن في عام 2024، جاءت فرصة غيرت مساره - مشروع "مهارات المستقبل" الذي تنفذه جسور بدعم من صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين. هذا البرنامج، الذي وصل الآن إلى نسخته الثالثة، يزود اللاجئين السوريين الشباب بمهارات القرن الحادي والعشرين الأساسية، بدءاً من التفكير النقدي وصولاً إلى إتقان اللغة الإنجليزية والبرمجة. بالنسبة لحسين الذي كان خارج المدرسة لسنوات، كان هذا البرنامج شريان حياة.

عندما انضم لأول مرة، لم يكن حسين قد استخدم جهاز حاسوب من قبل. بدأ البرنامج بأسبوعين من التدريب على محو الأمية الحاسوبية، حيث تعلم الأساسيات - كيفية استخدام لوحة المفاتيح، وتشغيل البرامج، والأهم من ذلك، إجراء البحوث عبر الإنترنت. تعلم البحث عن المعلومات فتح أمامه عالماً جديداً، مكّنه من العثور على إجابات بشكل مستقل وتوسيع معارفه.

كان للمهارات التي اكتسبها تأثير فوري. بعد وقت قصير من إتمام البرنامج، حصل حسين على وظيفة في متجر للهواتف المحمولة، حيث كان مسؤولاً عن إدخال البيانات ومساعدة العملاء في الاستفسارات المتعلقة بالبرمجيات. بالنسبة لشخص لم يلمس جهاز حاسوب من قبل، كان هذا إنجازاً لافتاً.

"قبل هذا البرنامج، لم أكن أعرف حتى كيفية تشغيل الحاسوب - والآن أساعد الناس في إصلاح هواتفهم"، يشارك حسين بفخر. "الوقت القصير الذي قضيته في مشروع مهارات المستقبل ساعدني على القيام بهذه المهام بثقة. منحني الأمل بأنه حتى بدون مدرسة، لا يزال بإمكاني التعلم والنجاح".

رغم أن رحلته لم تكن سهلة بأي حال، إلا أن البرنامج منحه الأدوات لبناء مستقبل أفضل. اليوم، لم يعد حسين مجرد ناجٍ - بل أصبح محترفاً شاباً يمتلك أملاً جديداً، يثبت أنه حتى في مواجهة الشدائد، يمكن للتعليم أن ينير الطريق إلى الأمام.

من خلال مشروع "مهارات المستقبل" يكتسب طلاب مثل حسين المهارات التي يحتاجونها للازدهار، أينما تأخذهم الحياة.

شارك هذا المنشور

تريد ان تسمع اخبارنا؟

اشترك في نشرتنا الإخبارية