وردة - بناء السلام من خلال التعليم

"أعتقد أن جميع السوريين يجب أن يكونوا عناصر فاعلة في بناء السلام وحل النزاعات. سوريا بلد متنوع للغاية، ويجب أن يكون بناء السلام جهدًا جماعيًا."

وردة سحتوت، 31 عامًا، درست حل النزاعات الدولية في جامعة كولومبيا بدعم من جسور، وهي الآن تضع رؤيتها لبناء السلام موضع التنفيذ.

بانية سلام بطبيعتها

أظهرت وردة ميلًا لإنهاء النزاعات في وقت مبكر من حياتها. تتذكر أنها، كطفلة، نادرًا ما كانت تتشاجر مع أشقائها، وعندما كانوا يتجادلون مع بعضهم البعض، كانت تبذل قصارى جهدها لحل سوء التفاهم. هذا الميل نحو بناء السلام خدمها لاحقًا، عندما اندلع الصراع في سوريا.

تخرجت وردة بدرجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة دمشق عام 2014. ومع ذلك، حتى قبل تخرجها، كانت تعلم أنها تريد العمل في المجال الإنساني - بدا مكانًا طبيعيًا لها، بالنظر إلى الأزمة في بلدها. تقول وردة: "كلما شاركت في الاستجابة الإنسانية في سوريا، زاد اهتمامي بمعرفة المزيد عن تحسين الاستجابة إلى حل أكثر استدامة للصراع".

بعد بذل قصارى جهدها لدعم حل النزاعات داخل سوريا، قررت أن تتخذ خطوة إلى الوراء لتصبح خبيرة في بناء السلام وحل النزاعات. أملت أن تساهم في إيجاد حل أفضل للصراع المعقد والمطوّل بشكل متزايد. في عام 2017، قررت وردة متابعة درجة الماجستير في حل النزاعات في الخارج.

أحلام كبيرة = جهود كبيرة

عرفت وردة أن تحقيق حلمها سيتطلب الكثير من العمل الجاد.

"أتذكر كم كانت أيامي طويلة في عام 2018 عندما كنت أعمل على تقديم الطلبات بينما كنت أعمل بدوام كامل. اعتدت أن أذهب إلى المقهى بعد العمل وأقضي حوالي ست ساعات في العمل على منحتي الدراسية ومهارات اللغة الإنجليزية والمقابلة. لقد فقدت العديد من الأصدقاء خلال ذلك العام لأنني كنت غارقة؛ لم أستطع الاختلاط بأي شخص،"

تشرح وردة.

بعد شهور من العمل الجاد، فازت وردة بمنحتين دراسيتين: منحة تشيفنينج إلى جامعة ساسكس ومنحة جسور إلى جامعة كولومبيا.

"اخترت منحة جسور لأن كولومبيا هي واحدة من أفضل الجامعات في العالم، ومدينة نيويورك هي واحدة من أفضل الأماكن للتواصل وفرص العمل والمنافسة القائمة على الجدارة."

مثل وردة، تلقى العديد من التلامذة السوريين دعمًا ماليًا من جسور لمسيرتهم الأكاديمية. اعتبارًا من ديسمبر 2022، قدم برنامج المنح الدراسية لجسور 354 منحة دراسية للطلاب السوريين. تهدف جسور إلى المساعدة في خلق الجيل القادم من القادة السوريين من خلال دعم وصول الطلاب السوريين إلى تعليم ممتاز.

أرادت وردة رد الجميل لمجتمعها السوري. بدأت التطوع مع جسور لتوجيه الطلاب الذين يرغبون في متابعة تعليمهم في الخارج.

"بصفتي مرشدة، لدي الفرصة لمقابلة العديد من الأشخاص الرائعين من سوريا الموهوبين ولديهم الرغبة في التعلم وتقديم المزيد لبلدهم والإنسانية، لكنهم يفتقرون إلى الوصول إلى الفرص. يستحق السوريون أن يُسمعوا ويُنظر إليهم ليس كلاجئين بل كأشخاص لديهم العديد من المواهب ليقدموها."

تقول وردة.

اليوم، وردة هي مديرة مشروع في Compliance and Capacity Skills International LLC، وتعمل على تطوير استراتيجيات عملية ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي وتعزيز حماية حقوق الإنسان كجزء من اهتمامها الأكبر ببناء السلام وحل النزاعات. تتمنى وردة أن تلهم قصتها الشباب السوري على اتباع أحلامهم وعدم فقدان الأمل أبدًا:

"الشباب السوري شغوف بالتعلم والبحث عن كل طريقة ممكنة لتحقيق أحلامهم. إذا استثمرنا جميعًا في التعليم، فسيكون ذلك فوزًا للجميع، وسيأتي السلام."