عندما طلبنا من سمر أن تخبرنا قليلاً عن نفسها، أجابت بلا تردد. «أنا شخص فضولي يستمتع بالتواجد حول الأشخاص الذين يقومون بشيء ذي معنى.» تقول سمر إن ما يجعلها تمضي قدمًا هو رغبتها في الاستمرار في إضافة قيمة لكل من حولها.
بصفتها شخصًا مفتونًا بمفهوم المنطق، اختارت سمر الهندسة المعلوماتية كتخصص دراسي لها وواصلت دراستها للحصول على درجة البكالوريوس في جامعة تشرين في اللاذقية، سوريا. على الرغم من وجود الجامعة في مدينة مختلفة، لم يكن أمام سمر أي خيار سوى التسجيل في تشرين، خاصة بعد حدوث خروقات أمنية كبيرة في مسقط رأسها، بانياس، حيث عاشت مع عائلتها. «بين عامي 2011 و 2016، لم تكن الأمور على ما يرام. اضطررت للذهاب إلى جامعة تشرين على الرغم من أنها لم تكن خياري المفضل. كنت أرغب في الدراسة في دمشق لأنني كنت أعرف أن دراسة المعلوماتية هناك هي الأفضل، لكنها لم تكن خيارًا بالنسبة لي بسبب الوضع الأمني في البلاد».
بعد حصولها على درجة البكالوريوس، أصبحت سمر مفتونة بهذا المجال. بدأت في تحديد الجوانب التي تستمتع بها بشكل أفضل، واكتشفت أن البرمجة وإدارة المشاريع لهما صدى عميق في شخصيتها. «إن التواصل وشرح الخلفية التقنية للمشروع لشخص لا يعرف شيئًا عنه يمثل دائمًا تحديًا رائعًا بالنسبة لي. إن جعل الناس يتخيلون الأفكار التي يريدون تحقيقها قبل تحقيقها هو نشاط ممتع».
أرادت سمر أن تفعل شيئًا فريدًا. لم ترغب في اتباع خطى كل من حولها. بعد الكثير من البحث، أدركت باحثة جسور أن هناك مهنة تجمع بين مهاراتها التقنية وميلها للتواجد حول الناس وإضافة القيمة، وهي النمذجة للعلوم والهندسة، مع التخصص في علوم البيانات. يساعد هذا المجال الناس على تخيل مشاريعهم التقنية قبل أن تصبح حقيقة واقعة، ونتيجة لذلك، يقود عملية صنع القرار الصحيحة. بعد حصولها على منحة جسور، ستتمكن سمر أخيرًا من تحويل حلمها إلى حقيقة. سوف تسعى للحصول على درجة الماجستير في النمذجة للعلوم والهندسة، وهي الأولى من نوعها في مجتمع المنح الدراسية في جسور، في جامعة Autonoma de Barcelona في إسبانيا.
بطريقة ما، تنظر سمر إلى جسور كتمثيل واضح لما تريد تحقيقه في حياتها. إن مساعدة الناس ودعمهم في مساعيهم هو حلم سمر. «لقد دعمتني جسور وسدت الفجوة بيني وبين حلمي، وهذا بالضبط ما أريد القيام به في المستقبل».