مر حوالي شهر منذ إطلاقنا مبادرة "جسور إلى سوريا"، التي تمثل الفصل التالي لمسيرة "جسور" وسوريا. أسعدنا كل الحماس والمشاركة التي رأيناها من الكثيرين الذين يتطلعون إلى المساهمة وأن يكونوا جزءًا من هذا الفصل. وقد عززت النقاشات التي جرت خلال هذه الفترة القصيرة اقتناعنا بأهمية هذه المبادرة، وبالإمكانات الهائلة لتوحيد الخبرات والأفكار القابلة للتنفيذ في قطاع التعليم في سوريا.
من خلال المناقشات المستمرة مع الشركاء وأفراد المجتمع والخبراء المحليين والعالميين، نواصل صقل فهمنا للمجالات التي يمكن لـ "جسور" أن تلعب فيها دورًا ذا مغزى. نشارك أدناه بعض التقدم الذي أحرزناه، والنقاشات المهمة التي لا تزال مفتوحة، ونداءً للخبراء الذين يمكنهم المساعدة في توجيه هذه المبادرة.
التقدم الذي أحرزناه
- تعيين مدير قطري: جارٍ عملية التوظيف لمدير قطري في سوريا. سيكون هذا الدور حاسمًا في ضمان أن عمل "جسور" على الأرض يتوافق مع الاحتياجات الحقيقية، ويسهل الشراكات، وينسق العمليات اللوجستية، ويشرف على تنفيذ مبادرات التعليم وريادة الأعمال.
- التحضير لورقة بيضاء بحثية: بدأ العمل على ورقة بيضاء تبحث في مستقبل التعليم في سوريا. سيساعد هذا البحث في تحديد الفجوات الحالية في التعليم، واقتراح حلول محتملة، وسيكون وثيقة توجيهية للمبادرات طويلة الأجل. تجري مناقشات مع باحثين ومؤسسات للمساهمة بالخبرات والبيانات، لضمان أن النتائج شاملة وقابلة للتنفيذ.
- التحضير للمشاركة الميدانية: هناك خطط جارية لعمل "جسور" الميداني داخل سوريا، حيث سنتعامل مباشرة مع المدارس والمعلمين والقادة المحليين.
- تعزيز الشراكات: تتقدم المحادثات مع المنظمات المحلية داخل سوريا، خاصة حول برامج تدريب المعلمين، وإعادة تأهيل المدارس، وجهود التدريب المهني. نحن نحدد اللاعبين الرئيسيين في قطاع التعليم الذين يمكن أن يكونوا شركاء طويلي الأجل في توسيع نطاق المبادرات ذات المغزى.
- الاستماع والمشاركة المجتمعية: منذ إطلاق هذه المبادرة، تلقينا ردود فعل هائلة، تقدم رؤى وخبرات وتوصيات. هذه الآراء تشكل الطريقة التي نفكر بها حول الدور الذي يمكن لـ "جسور" أن تلعبه داخل سوريا. نحن نشجع المزيد من الأصوات للمشاركة في هذا الحوار — إذا لم تشارك أفكارك بعد، فيمكنك المشاركة هنا.
نداء للخبراء: سجل وانضم إلى هذه المبادرة
لتحقيق تقدم ذي مغزى، نبحث عن خبراء ومستشارين في مجالات التعليم (تطوير المناهج، الاعتماد الأكاديمي، نماذج المدارس المستدامة)، والذكاء الاصطناعي والتعلم الرقمي، والصحة النفسية، الذين يرغبون في المساهمة برؤاهم، أو تقديم المشورة الاستراتيجية، أو دعم تنفيذ البرامج المستقبلية. إذا كنت تمتلك خبرة في أي من هذه المجالات وترغب في المشاركة، يرجى ملء نموذج اهتمام الخبراء والمستشارين وسنتواصل معك.
نقاشات رئيسية جارية
- التعامل مع العقوبات والقيود التشغيلية: فهم كيفية تأثير اللوائح الدولية على عمل المنظمات غير الحكومية في سوريا، وتحديد سبل المشاركة الفعالة والمتوافقة في مجال التعليم والتنمية.
- موازنة المشاركة في السياسات مع التنفيذ المباشر: بينما يظل تنفيذ البرامج وتحقيق الأثر أساسًا لرسالة "جسور"، هناك حوار متزايد حول كيفية تشكيل سياسات التعليم لدعم التغيير الهيكلي طويل الأجل.
- الشراكات الاستراتيجية والتعاون المستدام: مع عمل العديد من المنظمات داخل سوريا، نحدد أفضل السبل لتكامل الجهود، وضمان أن تكون المبادرات محلية القيادة، قابلة للتوسع، وغير مكررة للعمل الحالي.
- الحاجة الملحة لإعادة بناء وتعزيز نظام التعليم لاستيعاب الطلاب العائدين: يتطلب ترميم المدارس — سواء بإعادة تأهيل البنية التحتية الحالية أو إنشاء مراكز تعليمية جديدة — النظر بعناية في التكلفة والجدوى والاستدامة طويلة الأجل.
- نقاشات حول تطوير المناهج وتدريب المعلمين: أكدت على أهمية إعداد المعلمين لواقع إعادة دمج الطلاب بعد سنوات من التعليم المتقطع. هناك حاجة لضمان حصول الطلاب العائدين على منهج منظم، بينما يحصل المعلمون على الدعم اللازم لمعالجة فجوات التعلم المتنوعة.
- تعزيز التعاون بين الجامعات السورية والمؤسسات الدولية المرموقة: لخلق مسارات لتبادل المعرفة ودمج أفضل الممارسات العالمية في نظام التعليم السوري.
ما الخطوة التالية؟
في الأسابيع المقبلة، سنواصل التعاون مع خبراء التعليم، وصناع السياسات، والمنظمات المحلية لصقل اتجاهات مبادرة "جسور إلى سوريا". سيكون التركيز الرئيسي على تحديد المدارس العاملة أو إعادة تأهيل المدارس — تقييم ما يلزم لترميم المرافق الحالية مع استكشاف جدوى إنشاء مراكز تعليمية جديدة. بالتوازي مع ذلك، نعمق النقاشات حول تطوير المناهج وتدريب المعلمين لضمان اندماج الطلاب العائدين بسلاسة في بيئات التعلم المنظمة. سيساعد تعاوننا مع المعلمين المحليين في تشكيل الموارد اللازمة وبرامج التدريب. بالإضافة إلى ذلك، سنبدأ في عقد جلسات استشارية مع الخبراء لجمع رؤى حول نماذج التعليم القابلة للتوسع، وكذلك التعلم المراعي للصدمات، مما سيوجه مباشرة تطوير المبادرات التجريبية التي تهدف "جسور" إلى تنفيذها.
