ما زلنا نعمل على تعزيز الزخم حول مبادرة "جسور إلى سوريا". منذ الإطلاق، أكدت النقاشات مع قادة التعليم، والشركاء السوريين، والمنظمات المحلية، ومئات الأفراد المتلهفين للمساهمة، حقيقة واحدة: الرغبة في بناء مستقبل تعليمي أفضل لسوريا هي رغبة قوية ومشتركة.
فيما يلي لمحة عن آخر تطوراتنا، والنقاشات الجارية، والخطوات المقبلة.
――
التقدم المحرز
زيارة ميدانية إلى سوريا – رؤى واستعدادات
عاد أحد أعضاء فريقنا مؤخرًا من زيارة مكثفة إلى ضواحي دمشق، بما في ذلك حرستا والزبداني. تشهد هذه المناطق عودة آلاف العائلات بشكل بطيء لكن ثابت، وما يرافق ذلك من حاجة ملحة لإعادة بناء الخدمات الأساسية. ففي حرستا، على سبيل المثال، التي كانت يوماً موطناً لنصف مليون شخص، لم يتبق سوى أربع مدارس عاملة. زرنا مواقع مدارس محتملة، منها مدرسة جزئية الحفظ يمكن تأهيلها بسرعة للتعليم الأساسي، وأخرى مدمرة بالكامل قد تصبح رمزاً لإعادة الإعمار. المجتمع المحلي متفائل ومتحمس وجاهز للبناء، ونحن نقيّم حالياً إحدى هذه المدارس كموقع تجريبي محتمل لأول مشروع ميداني نطلقيه هذا الصيف.

تقدم نحو تعيين قائد قطري في سوريا
بعد استقبال مئات الطلبات، حددنا قائمة مختصرة بأفضل المرشحين لمنصب "المدير القطري" في سوريا. سيكون هذا الدور محورياً في تنفيذ مبادرات جسور، وبناء الثقة محلياً، ودعم التنفيذ الميداني. تجري الآن المقابلات النهائية، ومن المتوقع أن نضم قريباً شخصاً قادراً على قيادة عملنا من داخل سوريا.
برنامج معتمد لتدريب المعلمين وتطوير المناهج
نعمل مع شركاء متعددين، بما في ذلك أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين وجامعة MUBS، لوضع برنامج معتمد طويل الأجل لتدريب المعلمين. سيدعم هذا البرنامج المعلمين الحاليين والجدد، ويستجيب للحاجة الملحة لكادر تعليمي مؤهل. بالتوازي، تجري مناقشات حول استراتيجيات تطوير مناهج شاملة وملائمة، تُغطي الفجوات التعليمية للطلاب العائدين بعد سنوات من النزوح.
استراتيجية التعليم العالي والقيادة المحلية
نحن نعمل الآن على صياغة مقترح لتطوير برنامج تعليمي بالشراكة مع جامعة دمشق، يركز على الاستدامة وخلق مسارات تعليمية قابلة للتوسع. كما تستمر المحادثات مع شركاء عالميين لاستكشاف نماذج التعلم الهجين والحضوري، بهدف إعادة ربط الأكاديمية السورية بالريادة الفكرية العالمية.
تحديثات بخصوص الخبراء والمستشارين
ما زلنا نتلقى اهتماماً متزايداً من الخبراء والباحثين الراغبين في الانضمام إلينا. رغم أن التعاون معهم لم يبدأ بعد، نحن نخطط لعقد جلسات عمل ودعوات لمجموعات تفكير فور الانتهاء من تحديد نطاق برامجنا.
إذا كنت ترغب في المشاركة ولم تملأ استمارة الخبراء بعد، يمكنك فعل ذلك من هنا.
――
نقاشات رئيسية جارية
- استكشاف استراتيجية متكاملة تجمع بين إعادة تأهيل المدارس وتشغيلها، بدءاً بمواقع تجريبية قابلة للتوسع حسب الحاجة والجدوى.
- تعميق فهمنا لهياكل التكاليف، وتدفق الموارد، والنماذج التشغيلية، من تكلفة الطالب الواحد إلى نماذج التوظيف في البرامج المدرسية.
- مواءمة أعمالنا مع الأطر الحوكمية المحلية لضمان الترخيص والوضوح القانوني، خاصة في ظل العقوبات والقيود المالية القائمة.
――
ما الخطوة التالية؟
في الأيام والأسابيع المقبلة، سيعقد فريقنا اجتماعات إضافية مع المنظمات المحلية، ويواصل تقييم المدارس لتنفيذ البرامج، وصقل خارطة الطريق للتعليم الأساسي والعالي. كما نعمل على تهيئة الهياكل الداخلية لتسهيل عملية التسجيل، وإعداد الجداول الزمنية للمشاريع التجريبية المزمع إطلاقها هذا الصيف.
من المقرر أيضاً زيارة ميدانية أخرى إلى سوريا أواخر أبريل/نيسان، حيث نستعد لاختيار الفريق والمواقع المستهدفة. هدفنا تعزيز العلاقات مع الشركاء المحليين، وتقييم الجاهزية التنفيذية، وتعميق فهمنا لسياق العمل الميداني.
ما ينتظرنا لم يعد مجرد رؤية بعيدة، بل بدأ يتشكل، وأنت ومجتمعنا في صميمه.