البداية: إبداع في زمن الأزمة
عندما ضربت الأزمة المالية والاقتصادية لبنان في أكتوبر 2019، حولت مها مراد الأزمة إلى فرصة صحية لنفسها ولمجتمعها من خلال تأسيس مشروع زبدة المكسرات "سبريدلي". كمبتدئة في عالم الأعمال، تعلمت مها كيفية إدارة وتنمية مشروعها بفضل عدة برامج لريادة الأعمال، بما في ذلك مسرّع جسور الزراعي.
قبل "سبريدلي"، عملت مها كمهندسة. كانت تمارس الرياضة بانتظام وتحب الطعام الصحي، خاصة زبدة المكسرات، وكانت تشتريها من متجرها المحلي. لكن مع تفاقم الأزمة، بدأت المتاجر تنفد من البضائع، وارتفعت الأسعار بشكل جنوني. عندها، بدأت مها تبحث عن طرق أخرى لتستمتع بزبدة المكسرات المفضلة لديها.
بدأت بصنع زبدة الفول السوداني بنفسها. تقول مها: "لاقت زبدة الفول السوداني نجاحًا كبيرًا بين زملائي في العمل. ثم جاء التحدي التالي: تحضير زبدة البندق بالشوكولاتة التي تشبه نكهة النوتيلا ولكن بمكونات طبيعية فقط". اعتمدت مها على المزارع والمتاجر المحلية لتوفير المكونات. بعد عدة محاولات، تمكنت من تحقيق النكهة والقوام المثاليين، وبدأ زملاؤها يطلبون كميات خاصة منها.
تقول مها: "مع زيادة الطلب، قررت البدء في بيع المنتج، لكني احتفظت به كمشروع جانبي. لاحقًا، أنشأت صفحة على إنستغرام وبدأت العمل على تصميم العلامة التجارية والتغليف".
الانطلاق: من الهندسة إلى ريادة الأعمال
"كخريجة هندسة، لم أكن أعرف كيف أدير مشروعًا ناجحًا، خاصة في ظل الأزمة. لم يكن لدي حتى العقلية الريادية"، تقول مها.
خلال رحلتها، تعرفت مها على مسرّع جسور الزراعي، الممول من صندوق "سند" كجزء من برنامج جسور لريادة الأعمال. انضمت إلى البرنامج في 2022 وتعلمت مهارات أساسية لإدارة مشروعها.
"من خلال جسور، تلقيت جلسات إرشادية جماعية تعلمت فيها كيفية استخدام القصص كاستراتيجية تسويقية. في هذه المرحلة، تبلورت رؤيتي لـ'سبريدلي' كـ'حركة صحية'. بعد ذلك، تعلمت أساسيات إدارة الأعمال، مثل نقطة التعادل، وأساسيات الإنتاج، وكيفية تسعير المنتج. كما ساعدني جسور في التواصل مع وكالات تسويقية ووفر لي جلسات تدريبية فردية مع رواد أعمال ناجحين في المجال".
Spreadly Startup - Spreading Nut-Based Happiness
النجاح: من المشروع الجانبي إلى المصنع
بعد ثلاثة أشهر من التدريب، فازت مها بالمركز الثاني في مسابقة نظمها مسرّع جسور الزراعي لدعم 33 شركة ناشئة تعمل على حل تحديات القطاع الزراعي في الأردن ولبنان.
سرعان ما طبقت مها المعرفة الجديدة التي اكتسبتها. تقول: "قبل ستة أشهر، تركت وظيفتي بدوام كامل وقررت التركيز على مشروعي. اليوم، لدي مصنع مساحته 80 مترًا مربعًا في بيروت، يتضمن معرضًا صغيرًا وآلات متعددة. ولدي أيضًا فريق عمل بدوام كامل، وأحدث نجاحاتنا هو إطلاق متجرنا الإلكتروني على موقع موثوق".
الرؤية المستقبلية
اليوم، منتجات "سبريدلي" متوفرة في العديد من المتاجر في لبنان، حيث تقدم وجبات خفيفة صحية مصنوعة من مكونات طبيعية. تقول مها: "قيادة مشروع ناجح هو تحد يومي يتطلب إيمانًا حقيقيًا بالرؤية".
رؤية مها المستقبلية هي توسيع نطاق علامتها التجارية إلى الأسواق الخارجية، وتصدير منتجاتها إلى المزيد من الأشخاص الذين يحتاجون إليها. سبريدلي ليست مجرد زبدة مكسرات، بل هي قصة إصرار وإيمان بالتغيير!